تاريخ الكويت

في الزمن الماضي كانت المنطقة التي تقع عليها الكويت يغمرها البحر، فقد كان الخليج قديما يمتد نحو الشمال أكثر من وضعه الحالي ثم امتلأ رأسه بالطمي من مياه دجله والفرات وكون المنطقة اليابسة التي عليها الكويت حاليا .

كانت الكويت تابعه لمنطقة البحرين ( كان اسم البحرين قديما يشمل جميع الدول على ساحل الخليج من البصرة إلى عمان) وتعرف باسم كاظمه ويسكنها بعض القبائل العربية وفيها سكن غالب بن صعصعه أبو الفرزدق الذي كان من أجود العرب ودفن فيها ، وفي الكويت قديما عين ماء تسمى ( أواره) لبنى تميم في العصر الجاهلي ويُـذكر أن عَمرو بن هند ملك الحيرة كان له أخ قتله رجل من بني تميم فحلف عمرو أن يقتل به مائة رجل من بني تميم فأغار عليهم في (أواره) وقتل منهم تسعا وتسعين وألقاهم في النار فمر رجل برجمي من بني تميم وشم الرائحة فظنها رائحة طعام فمال عليها فقال له عَمر من أين أنت فقال من البراجم من بني تميم فقال عَمر ( أن الشقي وارد البراجم ) وألقاه في النار ليكمل المائة وذهبت كلمته مثلاً.

وكلمة كويت تصغير لكلمة كوت البابلية وتعنى البيت المربع كالقلعة أو الحصن ويكون مبنيا بقرب البحر لتقصده السفن للتزود منه بما تحتاجه ، وفي عام 1081هـ استولى براك بن غرير بن حميد على الإحساء من الأتراك وأمر ببناء قصر ( كوت ) له في هذا الموقع ليقيم فيه إذا ذهب إلى هذه المنطقة للصيد أو الاستجمام ويضع فيه ذخيرته وزاده  فأخذت بعض القبائل الرحل تتوافد عليه ثم بنيت بعض البيوت الصغيرة حوله ، ولما تداعى قسم منه أعيد بناؤه بشكل اصغر فسمى ( كويت ) ومع تزايد الحروب والمجاعة في نجد والإحساء توالت الهجرات إلى الخليج طلبا للكسب فنزل في الكويت الكثير منهم ، كما أن استيلاء الفرس على البصره سنة 1190هـ حدا بالكثير من أهلها إلى الهجرة إلى الكويت.

 

 

 

آل صباح

 

 ينتسب آل الصباح إلى فرع الشملان ، من فخذ جُميلة من بكر بن وائل من قبيلة عنزة، انتقلوا مع فروع أخرى من القبيلة نفسها من منطقة الهدار في الأفلاج جنوبي نجد بسبب القحط والجدب إلى سواحل الخليج العربي، في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري/ النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي تقريباً.

 وأطلق على هذه المجموعة المنتقلة مسمى "العتوب" وهو اسم حركي مأخوذ من الفعل "عتب" أي ارتحل أو انتقل.

وكان آل صباح قد سكنوا الهدار في الأفلاج وحصل خلاف بينهم وأبناء عمهم من الجميلات وطردوا أبناء عمهم فلجئوا إلى وادي الدواسر، واجتمع رؤساء الدواسر ورَكـَز كل منهم رمحه وخيروا الجميليين أن يختاروا من يحميهم فاختاروا رمح آل حسن ( الحسنه ) وزحفوا معهم إلى الهدار واخرجوا آل صباح ومن معهم منها فذهبوا إلى ( آل مسلم ) أمراء قطر ، ولكن بعد فتره خشي آل مسلم من استفحال أمرهم فأجلوهم عن قطر ولحقوا بهم في البحر بالقرب من راس تنوره فنزلوا إلى البر ودارت بينهم معركة هُزم فيها آل مسلم ولكن الجميليين أنفت أنفسهم من العودة وواصلوا السير ونزلوا في منطقة الكويت التي كانت تسمى"الكوت" وهو حصن لابن عريعر زعيم بني خالد، فأقاموا فيه بعد أن استأذنوا أمير بني خالد ، ثم بعد ذلك اتفق ثلاثة من رؤسائهم وهم صباح بن جابر وخليفه بن محمد وجابر بن رحمه رئيس الجلاهمة (كان لرحمه بن جابر بن رحمه مواقف مشرفه مع آل سعود ) اتفق الثلاثة على أن يتولى صباح شؤون الحكم وخليفه شؤون ألتجاره وجابر شؤون العمل في البحر وتقسم الأرباح بينهم ، وفي عام1165هـ اتفقوا على أن يتولى الشيخ صباح الحكم .

وفي عهد الشيخ عبدالله بن صباح رحل آل خليفة من الكويت إلى الزبارة على الساحل الغربي لقطر، وكان على رأسهم آنذاك محمد بن خليفة ، ومن الزبارة مدوا سلطانهم إلى البحرين لتصبح مركزاً لنشاطهم التجاري الواسع ومقراً لإمارتهم ، كما رحل الجلاهمة إلى منطقة الرويس في قطر .

ويذكر ( ديكسون ) ان سبب رحيل ال خليفه من الكويت هو ان بني كعب حكام عربستان ـ الاحواز حاليا ـ شنوا حربا على عبد الله بن صباح بعد ان تقدم شيخهم  بطلب الزواج من مريم الجميلة ابنة الشيخ عبدالله ولكنها رفضته فارسل اسطوله لمهاجمة الكويت  ، وان الخوف من تكرار الغزوات حمل ال خليفة على حث الشيخ عبدالله على الموافقة على تزويج ابنته لشيخ بني كعب حتي يتقون شره ، لكن الشيخ عبد الله رفض ذلك وبشدة وقال : لن ازوج ابنتي إلا من ابناء عمها ، فغضب ال خليفة وقرروا العودة الى الزبارة .

ويذكر ايضا بانه حين اقترب اسطول العدو اخذت مريم تطوف على المدافعين وتشجعهم وهي ممتطية فرسها وبيدها سيفها ، وان ابن عمها سالم بن محمد الصباح ومعه جماعة من الشجعان تسللوا الى الاسطول المنتشر في البحر ليلا وقتلوا الحراس وكتفوا البقية وحملوا الغنائم واهدوها الى مريم .

ولاتزال نخوة ال صباح الى اليوم ( اخوان مريم ) .

اما الشيخ خزعل فيذكر في كتابه تاريخ الكويت السياسي عن رحيل ال خليفة الى الزبارة بانه بعد وفاة الشيخ خليفة وتولي ابنه الشيخ محمد زعامة العشيرة لم يرق له حصر الامارة بال صباح فصار يتحين الفرص لترك الكويت لعلمه بصعوبة الوصول الى كرسي الحكم بوجود الشيخ عبد الله بن صباح ، وفي عام 1182هـ / 1766م عرض على الشيخ عبد الله ان يسمح له وعشيرته بالرحيل الى الزبارة وانه على استعداد ان يتنازل له عن نصيبه من الارباح فوافق الشيخ .

وعن رحيل الجلاهمة يقول الشيخ خزعل بان الشيخ عبدالله شعر بالخسارة التي لحقت ببلاده بعد رحيل ال خليفة فلم يجد امامه مخرجا الا الامتناع عن اعطاء الجلاهمة مايستحقونه من الواردات ، ثم تطور الامر الى اجلائهم من الكويت فلحقوا بال خليفة في الزبارة .

 

 

حكام الكويت

 

1/ صباح الأول 1165/1175هـ  1752/1762م

 

كان عدد سكان الكويت في عهده قريباً من أربعة آلاف نسمة، واصبحت من المواني المزدهرة على الخليج العربي. ولفتت أنظار الطامعين فيها من القوى المحيطة وزارها الرحالة الدنمركي كارستن نيبور، وذكر أن ميناءها يضم ثمانمائة مركب شراعي.

 غير أن التاريخ لم يحفظ من سيرة الشيخ صباح ولامن الحوادث المهمه التى جرت في عصره سوى النزر اليسير حيث ذكر ديكسون في كتابه ( الكويت وجاراتها ) بان ال صباح حين نزلوا المنطقة خشوا من ان يعترضهم الاتراك بعثوا كبيرهم صباح الي والي البصرة للسماح لهم بالاقامة في هذا المكان فنجح في مهمته ، ويبدوا أن أيامه في الكويت كانت ايام بساطة وهدوء .

 

 

 

2/ عبد الله بن صباح 1175/ 1229هـ 1762/1815م

 

تولى بعد والده  رغم أنه كان أصغر إخوته وذلك نظرا لما يتصف به من كرم وحسن سيره وشجاعة ، عاصر عهد الإمام سعود الكبير، وفي عهده حدثت مناوشات بينه وبين آل سعود فاستغلت بريطانيا الفرصة وعرضت عليه الحماية فرفض ، ولم يكن للأتراك في ذلك الوقت اى سلطه على الكويت ، كما انه في عهده احتل نابليون مصر سنة 1213هـ/1798م .

 

 

 

3/ جابر بن عبد الله 1229/1276هـ 1814/1859م

 

 قبل وفاة الشيخ عبدالله كان ابنه جابر على خلاف معه بسبب تباين أفكار الوالد الشيخ الذي يدير الأمور بحكمة وتروى وبين أفكار ابنه الشاب واندفاعه لاستعمال القوه والعنف في تسيير الأمور فاختلف الرجلان وانسحب الابن عام 1225هـ/1810م إلى البحرين تاركا الكويت وبقي فيها سنوات ولما توفى والده أقام الكويتيون محمد بن سلمان بن صباح نائبا عنه إلى أن عاد  بعد عدة أيام .

كان الشيخ جابر شجاعا كريما حتى لقب بجابر العيش لكثرة ما كان يبذله على الفقراء والمساكين حتى انه كان يفرش في الأسواق ويضع الطعام ويدعوا الجميع إليه مع انه لم يكن لديه من الأموال إلا النزر اليسير .

 وفي عهده استولت إحدى قبائل العراق على البصرة، وطردت حاكمها التابع للدولة العثمانية فلجأ إلى الشيخ جابر فانجده بعدة سفن مزودة بالرجال والمدافع واستخلصها، فكافأته الحكومة العثمانية بمقدار كبير من التمر كان يرسل إليه كل عام .

حاولت الحكومة البريطانية إقناعه برفع الراية الإنجليزية على الكويت فأبى ، وأرادوا البناء فيها فلم يأذن لهم ، كما تم في عهده اكتمال بناء السور الأول الذي بدأ بناؤه في عهد والده عبدالله بن الصباح وجعل له ستة أبواب.

 دام حكمه 45 عاماً، وحدث في عهده الهجوم على الدرعية سنة 1233هـ/1818م كما إن إبراهيم باشا بعد ان هدم الدرعية أرسل له مندوبا للاتفاق على تسهيل مرور السفن المصرية بالكويت ، فاستقبله بالحفاوة والإكرام .

عاصر عهد الإمام تركي بن عبدالله آل سعود، وابنه الإمام فيصل بن تركي.

فتك في عهده وباء الطاعون بأهل الكويت سنة 1247هـ/ 1838م.

 

 

 

4/ صباح الثاني بن جابر1276/1283هـ 1859/1866م

 

 كان الشيخ صباح محبا للسلم وكثيرا ما تدخل بين آل سعود وآل رشيد ليصلح بينهم ، وعاصر الشيخ صباح الإمام فيصل بن تركي ، وفي عهده لجأ العجمان بقيادة راكان بن حثلين إلى الكويت بعد أن هزمتهم قوات الإمام فيصل بقيادة ابنه عبدالله واحتموا بالشيخ صباح فأرسل الأمير عبدالله إلى الشيخ صباح يطلب منه إخراج العجمان من الكويت ولكن الرسول الذي بعثه الأمير لم يحسن التعبير في أداء الرسالة واستعمل عبارات قاسيه أغضبت الشيخ صباح ورفض إخراج العجمان ، ولما علم الأمير عبد الله ساءه ما بدر من الرسول وأرسل رسولا آخر ليعتذر للشيخ صباح فقبل الشيخ عذره وعاد الأمير الى الرياض ، ولما تأكد العجمان من مغادرة الأمير عبد الله خرجوا من الكويت وتحالفوا مع المنتفق و الظفير في محاربة آل سعود وقاموا بشن الغارات على القبائل النجدية فسار إليهم الأمير عبد الله والتقى بالعجمان بقرب الجهراء وهزمهم في معركة طينه سنة 1277هـ  وتوفي الشيخ صباح بعد وفاة الإمام فيصل بسنه .

 

 

 

5/ عبد الله بن صباح الثاني 1283/1309هـ 1866/1892م

 

 لما تولى الشيخ عبدالله رفع علم الأتراك وحدث الخلاف بين أبناء الإمام فيصل فطلب منه عبدالله بن فيصل أن يسعى لدى الأتراك لمساعدته على أخيه سعود فكتب إلى والي البصره الذي كانت تربطه صداقة حميمة به فلقي هذا الطلب هوى في نفس الأتراك الذين كانوا يسعون إلى القضاء على آل سعود فسارت الجيوش التركية ومرت بالكويت فرافقهم الشيخ عبد الله بما لديه من السفن البحرية وأمر أخيه مبارك بالمسير بجيش عن طريق البر فاستحل الأتراك الإحساء وأعلنوا ضمها إلى الممالك العثمانية وتجاهلوا طلب الإمام عبدالله في مساعدته على استعادة الحكم من أخيه فلجأ الإمام عبدالله إلى الكويت فأكرمه الشيخ عبدالله ورحب بضيافته .  

بقيت الإحساء تحت إدارة الأتراك حتى عام 1291/1874 حين شعر الأتراك بصعوبة إدارة تلك المنطقة ففوضوا أمرها إلى براك بن عريعر زعيم بني خالد .

وفي عهد الشيخ عبدالله رحل الإمام عبد الرحمن من الرياض ولجأ إلى الكويت عام 1308هـ .

 

 

 

6/ محمد بن صباح 1309/ 1313هـ 1892/1896م

 

 تولى بعد وفاة أخيه الشيخ عبدالله وكان رقيق القلب بعيدا عن الشر ومحبا لشعبه غير أنه لم تكن لديه إرادة قويه وأول عمل قام به بعد توليه الحكم إشراك أخيه جراح في إدارة شؤون الكويت ترضية له ، وكان جراح محبا للمال حريصا على جمعه أما أخوهم الثالث مبارك فقد كان شجاعا محبا للشهرة والمجد إلى درجة الإفراط وكان طموحه يدفعه دائما الى التقدم إلى أخويه بمشاريع واسعة وكانا يعاكسانه في الكثير منها ولا يعيرانه الاهتمام اللازم .

ألقى الشيخ محمد جميع الأمور الهامة في يدي مستشار عراقي هو يوسف الابراهيم الذي كان على صلة قرابة من والدة محمد وجراح - فقد كانت عمة يوسف زوجة جدهم لأمهم- وأصبحت الكلمة العليا في الكويت بيد يوسف الابراهيم فلمعت شخصيته واختفت أمامها كافة شخصيات آل صباح فلا تُسمع لهم كلمه مالم تقترن بموافقة يوسف مما اغضب الشيخ مبارك وأثار حقده على يوسف وأخويه ،  وزاد من غضبه حرمان أخويه له من حقه في الأملاك الموروثة له من أبيه في العراق فتدخل أعيان الكويت للصلح بين مبارك وأخويه ولكن دون فائدة ، وزادت شدة الخلاف بينهم حين دخل جراح في احد الأيام إلى السوق التي كان مبارك يبتاع منها حاجياته على ذمة أخويه فقام جراح بتحذير التجار من البيع لمبارك على حسابهم لأنه لا يملك شيئا لديهم ، بعدها يئس مبارك من أخويه وقام بقتلهم وتولى الحكم .

  

 

 

7/مبارك بن صباح1313/ 1334هـ 1896/1915م

 

 لما تولى مبارك أكد تبعيته للأتراك فعينوه قائم مقام على الكويت تابع للبصرة ومنحوه لقب باشا ، وفي سنة 1899م اختلف مع الأتراك وطلبوا منه ترك الكويت والقدوم إلى الآسيتانه ليكون عضوا في مجلس الشورى فرفض واستنجد بالإنجليز فأرسلوا له سفينة حربيه طردت السفينة التي أرسلها الأتراك وأصبحت الكويت تحت الحماية البريطانية

كان مبارك ذكيا وشجاعا وسياسي جيد ومع ذلك لم ينقطع عن الأنس والطرب في قصوره المطلة على البحر بين الجواري ولكنه كان شديدا في تطبيق الشرع ضد شاربي الخمر والمجاهرين بالمعاصي .

 وفي عهده حدثت موقعة الصريف عام 1318هـ/1901م  بينه وبين عبد العزيز بن متعب بن رشيد وهُزم فيها، وسبب هذه الموقعة أن الشيخ مبارك بن صباح لما قتل أخويه محمد وجراح لجأ يوسف بن عبدالله الإبراهيم إلى عبدالعزيز بن متعب بن رشيد وحثه على الثأر لهما من مبارك ، وعندما أحس مبارك بالخطر أخذ يغير على بعض القبائل المنضوية تحت حكم ابن رشيد، ثم ما لبث أن قرر أن يغزو ابن رشيد في عقر داره فجهز جيشاً توجه به نحو قلب الجزيرة العربية ومعه الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود وابنه الأمير عبدالعزيز، فالتقى بجيش ابن رشيد قرب القصيم في موضع يقال له الصريف وأسفرت المعركة عن هروب معظم القبائل التي كان تحارب في صفوف مبارك بن صباح مما أتاح الفرصة لعبد العزيز بن رشيد من أن يلحق بجيش مبارك هزيمة منكرة عاد إثرها في فلول جنده إلى الكويت.

في عهده فتح الملك عبدالعزيز الرياض ، وكانت العلاقات بينه وبين الملك عبد العزيز تتراوح بين المد والجزر ، وكان الملك عبد العزيز يتغاضى عن الكثير من زلات الشيخ مبارك ،  ففي عام 1324هـ التقى جيش الملك عبد العزيز وجيش ابن رشيد في روضة مهنا بالقصيم  وقُـُتل في المعركة عبد العزيز بن متعب وسميت تلك المعركة بذبحة ابن رشيد وخلفه ابنه متعب الذي كان مسالما  فكتب الشيخ مبارك الصباح إلى ابن رشيد يهنئه بالإمارة ويستحثه على معاداة آل سعود والدعوة السلفية التي كان يخشاها وفي نفس الوقت كتب كتابا لابن سعود يحثه على محاربة ابن رشيد ، ولكن الكاتب أخطا فأرسل كتاب الملك عبد العزيز إلى ابن رشيد وكتاب ابن رشيد إلى الملك فانكشفت لعبته وقام الملك بإرسال الخطاب إلى ابن رشيد وأوضح له أن الشيخ مبارك يريد إشعال الفتنة بينهم فاتفقا على الصلح .

وفي عام 1333هـ أغار العجمان على بادية عريب دار التابعين لابن صباح ونهبوهم فكتب الشيخ مبارك للملك عبد العزيز يطلب منه تأديب العجمان واستعادة ما نهبوه فأجابه الملك قائلا بان العجمان لا يرجعون ما ينهبونه إلا مكرهين فإذا عزمت على محاربتهم تعطيني عهدا بأن لاتستقبلهم إذا لجئوا إليك ولا تتوسط بالصلح بيني وبينهم وأن تمدني بالرجال والسلاح .

عاهده مبارك على ذلك ، وكان الملك عبدالعزيز غاضبا مما حدث من العجمان في معركة جراب( كان العجمان قد انسحبوا من المعركة وتركوا الملك يحارب وحيدا مع أتباعه)  فسار إليهم والتقى بهم في ( كنزان ) بقرب الإحساء وهاجمهم ليلا ، وكان العجمان عندما علموا بقدومه تركوا خيامهم ونيرانهم مشتعلة إيهاما بأنها مسكونة وكمنوا في المرتفعات وبين النخيل، وما كاد جيش عبد العزيز يدخل المخيم حتى أخذهم الرصاص من كل جانب وأصيب الملك وقُتل أخوه سعد في المعركة ، وعاد عبد العزيز إلى الهفوف فحاصره العجمان هناك فأرسل إلى والده الإمام في الرياض والى الشيخ مبارك في الكويت يطلب منهم المدد فأرسل له والده قوات بقيادة ابنه محمد( ورافقه ابن عمه سعود الكبير بالرغم من أنه كان على خلاف مع عبدالعزيز) أما ابن صباح فقد تباطأ في إرسال النجدة فكتب له الملك عبد العزيز مرة ثانيه يذكره بالوعد ، وكانت الحكومة البريطانية في ذلك الوقت تسعى لتقوية ابن سعود على خصمه ابن رشيد ليكف ابن رشيد عن مهاجمة بادية الحجاز التابعة للشريف الذي كان يستعد للقيام بالثورة على الأتراك ، فطلبت بريطانيا من ابن صباح أن يمد ابن سعود بقوه تساعده على إخضاع العجمان ليتفرغ لخصمه وخصمهم ابن رشيد .

تقبل الشيخ مبارك هذا الطلب على مضض وأرسل قوه بقيادة ابنه سالم وأوصاه بأن لا يشتبك مع العجمان في حرب وأن لا يستعجل في المسير إلى الإحساء لعل العجمان يستولون عليها قبل وصوله ولكن الشيخ سالم أسرع في المسير مخالفا وصية والده ووصل إلى الإحساء مع وصول قوات الإمام عبد الرحمن .

بات موقف العجمان يضعف فقرروا الانسحاب وتوجهوا شمالا فقسم الملك عبد العزيز رجاله إلى قسمين احدهما بقيادته تهاجمهم والقسم الأخر بقيادة أخيه محمد وسالم الصباح وخرج إليهم عبد العزيز وأطلق عليهم نيران مدافعه فهربوا ولحقهم محمد وسالم ودارت بينهم معركة ضارية أخلص فيها سالم القتال مخالفا وصية والده مرة أخرى فأبرز له العجمان رسالة من والده يقول له فيها : لقد أرسلتك مراقبا لا مقاتلا فإذا غلبهم ابن سعود فأبواب الكويت مفتوحة لهم وأعلن حمايتك لهم وإذا غلبوه فلا تردهم عنه ولا تساعدهم عليه ، فامتثل سالم لأمر أبيه وخالف الأمير محمد الذي كان يريد الفتك بهم وعارضه وأعلن حمايته لهم.

كتب الأمير محمد إلى أخيه يخبره بما حدث ويستأذنه في قتال الفريقين فأمره الملك عبد العزيز بالتريث حتى ينظر في الأمر وكتب الى الشيخ مبارك يشكو له ما فعله سالم و يقول له إنني لم اقدِم على محاربة العجمان إلا إكراما لك فجاءه جواب مبارك الذي يقول فيه ان بينى وبين العجمان صداقه قديمه وقد طلبت منك استرجاع ما نهبه العجمان ولم اطلب منك   محاربتهم !!!

لم يجد عبد العزيز بعد كل ما جرى مفرا من الحرب ، فجمع من كان معه من الأعيان وشاورهم فقرروا جميعا محاربة ابن صباح  فسار متجها إلى معسكر أخيه محمد متجها إلى الكويت ولكن الله أراد أن تخلوا صفحة هذا البطل العظيم من قول من يحصى عليه الزلات   ( قاتل عبد العزيز من آواه صغيرا وكان يدعوه يا والدي ) فقد وصل الخبر بوفاة الشيخ مبارك وانتهت هذه الأزمة.

   اتسعت الكويت في عهد الشيخ مبارك وزاد عمرانها، واستتب الأمن في الصحراء بين البدو، وازدهرت التجارة واهتم بالتعليم ونشر المعرفة بين أبناء الكويت فأنشأ المدرسة المباركية سنة 1329هـ/ 1911م. 

          فرض ضرائب باهظة على تجارة اللؤلؤ التي تمثل عصب الاقتصاد والتجارة في الكويت فكان رد فعل كبار تجار اللؤلؤ الهجرة نهائياً من الكويت فلم يكن في يد مبارك إلا أنه استرضاهم وتراجع عن الضرائب التي فرضها عليهم فعادوا إلى الكويت.

 

 

8/ جابر بن مبارك1334/ 1335هـ 1915/1917م

 

هو جد أمير الكويت الحالي الشيخ جابر وكان حليما صريح القول لا يعرف الحقد قلبه ، وكان على صلة ود مع الملك عبد العزيز أيام كان عبدالعزيز يعيش في الكويت واشتركا معا بعد ذلك في حمله على مطير وفي معركة هديه ، ولما علم الملك عبدالعزيز بوفاة الشيخ مبارك ابرق الى الشيخ جابر يعزيه وينصحه بأن لا يسير على طريق والده فعمل الشيخ بالنصيحة وتحسنت العلاقات - في عهده القصير- بين نجد والكويت ، كان في عهد أبيه قائداً لجيشه، وكثيراً ما خاض الحروب بنفسه.  وفي عهده ازدهرت الكويت، بسبب ازدياد التجارة مع بلاد الشام، إذ كانت القوافل المحملة بالبضائع تتجه إلى سورية حاملة لأهلها وللأتراك مختلف البضائع التي كانوا في أَمَسْ الحاجة إليها، وقد أثار ذلك الإنجليز إلاّ أنهم لم يجاهروا باحتجاج علني لدى شيخ الكويت، فيما يتعلق بتلك التجارة.

أسقط عن أهل الكويت بعض الضرائب، وكان حليماً عادلاً، ولما مات حزن عليه الكويتيون كثيرا.

 

9/  سالم بن مبارك 1335/ 1339هـ 1917/1921م

 

 لم يدم الصفاء السابق بين نجد والكويت كثيرا فقد قطع سالم ذلك الخيط الذي كان يربط بين آل سعود وآل صباح إذ كان سالم يطمع في توسيع إمارته على حساب نجد وقام بتوزيع السلاح على العجمان وحث زعمائهم - سلطان وضيدان بن حثلين - على الثورة ضد ابن سعود فقام العجمان يشنون غارات على أتباع الملك عبدالعزيز عبر الأراضي الكويتيه ولكن بريطانيا بطلب من الملك عبدالعزيز ضغطت على سالم الصباح فقام بإخراجهم من الكويت.

في عام 1338/1920هاجر قسم من الإخوان من مطير بقيادة زعيمهم تريحيب بن شقير إلى مكان يدعى " قريه "  بالقرب من بلبول وشرعوا في إنشاء هجرة فيها فثار الشيخ سالم وأرسل إلى ابن شقير ينذره ويحذره من القيام بهذا العمل فرفض ابن شقير وقال لرسول الشيخ سالم لن اكف عن هذا العمل مالم يَرِدني أمر صريح من ابن سعود فقام ابن صباح وأرسل سريه لإرهاب ابن شقير رابطت في موقع يسمى "حمض"  ولما علم ابن شقير بذلك أرسل إلى فيصل الدويش أمير الارطاويه يستنجده فأرسل له الدويش ألفي مسلح من رجاله هجموا على سرية ابن صباح وقضوا عليهم وفر من نجا منهم إلى الكويت واستولت قوات الدويش على ما تركوه من ابل وغنائم ، ولما وصل الخبر إلى الملك عبد العزيز غضب وكتب إلى الشيخ سالم يخبره انه لم يأمر الدويش بمحاربة قواته ويعده بأنه سيعيد الغنائم التي أخذها الدويش ولكنه أكد له إن هجرتي قريه و بلبول تابعتان لنجد .

لم يرضى سالم بذلك واستنجد بابن رشيد الذي أرسل له قوه من شمر بقيادة ضاري بن طواله انضمت إلى قوات ابن صباح للهجوم على قريه ولكن قائدي الجماعتين اختلفا على القيادة ونزلا في الجهراء بقرب الكويت  فلما علم سالم باختلاف القائدين اقبل بقوة من الكويت إلى الجهراء وتولى القيادة وكان الملك عبد العزيز في ذلك الوقت في الإحساء ولما وصلته الأخبار أرسل إلى الدويش ليذهب لإنجاد أهل قريه فوجدها الدويش فرصه لتحقيق غايته في إجبار أهالي الكويت على اعتناق مذهب الإخوان ومشى إليهم .

التقى الجيشان في محرم من عام 1339/1920 وانهزم جيش ابن صباح وانسحب سالم إلى القصر الأحمر القريب من الجهراء وتحصن فيه فحاصره الدويش وبعد أن طال الحصار وعلم الدويش بما يعانيه المحاصرون من الضيق والقلق رق لحالهم وعزم على عرض الهدنة عليهم شريطة العودة إلى الإسلام الصحيح وترك شرب الدخان وتكفير الأتراك وترحيل الشيعة من الكويت وهدم المستشفي الأمريكي وطرد أطبائه إلى غير ذلك مما يراه الدويش شرطا لصحة الإسلام ، فأجابه الشيخ سالم قائلا : أما الإسلام فنحن مسلمون ونحافظ على أركانه جميعها وإن كنا مخطئين فنعدكم بالعودة إلى الطريق الصحيح  وأما إزالة المنكرات فسنزيل منها ما نستطيع إزالته ، وبالنسبة لتكفير الأتراك فلم يثبت لدينا ما يوجب تكفيرهم ، أما المطالب الباقية فلا سبيل لتحقيقها .

استمر الحصار واشتد الضيق بمن كان في القصر فتظاهر الشيخ سالم بقبول الشروط التي سبق أن عرضها الدويش للإفلات من الحصار على أن ينسحب الإخوان من الجهراء إلى الصبيحه حتى يعود سالم إلى الكويت ثم يتم توقيع اتفاقية الصلح ،  فانسحب الدويش إلى أبار الصبيحه وعاد سالم إلى الكويت واتصل بالإنجليز يطلب حمايتهم فأرسلت بريطانيا بارجة بحريه أخذت تطلق الأسهم النارية في السماء لإرهاب الإخوان وقامت طائره حربيه بإلقاء منشورات على مخيم الدويش تهدده بالقصف إذا ما اعتدى على الكويت وكتب المعتمد البريطاني إلى الملك عبد العزيز يطلب منه أن يأمر الدويش بالانسحاب من آبار الصبيحه فاصدر الملك أمره إلى  الدويش بالانسحاب .

كان الشيخ خزعل أمير المحمرة قد بذل جهودا كبيره  للتوفيق بين الملك عبد العزيز والشيخ سالم وتقدم بالنصح للشيخ سالم في ظروف مختلفة ليبتعد عن معاداة ابن سعود ولكن الشيخ سالم لم يستجيب له وأصر على عناده ، وبعد معركة الجهراء وجد الشيخ خزعل انه لابد من التدخل للصلح بين الطرفين واتفق مع السير بيرسى كوكس والشيخ سالم على إرسال وفد إلى الملك عبد العزيز لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ، ووصل الوفد عن طريق البحرين ثم اتجهوا إلى روضة التنهات حيث يقيم الملك عبد العزيز الذي أرسل ابنه فيصل لاستقبالهم في الحفر وإيصالهم إلى المخيم ، وكان الوفد يضم الشيخ احمد الجابر ابن اخو الشيخ سلم وكاسب ابن الشيخ خزعل ، فلما وصل الوفد استقبلهم الملك عبد العزيز أجمل استقبال وقال لكاسب إنني مستعد للتنازل عن كل حق لى استجابة لمسعى والدك وإكراما لقدومك ، ودارت المفاوضات بجو ودي ودونت مواد الصلح وأجل التوقيع عليها إلى اليوم التالي ، وفي صباح اليوم الثاني قدم الملك عبد العزيز إلى الخيمة التي يقيم فيها الوفد وعرض عليهم خطاب ورده بوفاة الشيخ سالم وعزاهم في الفقيد ثم وجه كلامه إلى الشيخ احمد قائلا : أما الآن وقد صارت الأمور إليك فلك السلطة على جميع رعاياي ولا حاجة للشروط التي كتبناها بالأمس ، واخرج الورقة التي كتبت فيها الشرط ومزقها ثم نادى مناديه بين الناس بأن نجد والكويت بلدا واحدا ولا مانع بعد اليوم لمن أراد السفر إلى الكويت من السفر وحذرهم من الاعتداء على كل ما ينتسب إلى آل الصباح بصله .

 

 

10/ احمد الجابر 1339/ 1369هـ 1921/1950م

 

 كان متواضع وملتزم بتجنب المحرمات وحريصا على تطبيق تعاليم الدين ومتشدد في منع شرب الخمر ومحاربة الدعارة في بلاده ولكنه لايتقبل النقد  .

كان في نجد عند وفاة عمه سالم لمقابلة الملك عبدالعزيز وتحسين العلاقات بين الكويت والسعوديون .

وكان توليه الحكم في فترة عصيبة من تاريخ الكويت، إذ حفل عهده بالعديد من القضايا السياسية الداخلية والخارجية ، وبدأ بإصلاح علاقات الكويت مع بريطانيا، التي كانت قد ساءت أثناء حكم عمه الشيخ سالم، كما وطد العلاقات بين الكويت وسلطنة نجد وملحقاتها، وفي عهده رسمت الحدود بين الكويت وسلطنة نجد، وكان ذلك عام 1340هـ / 1922م، بموجب اتفاقية العقير، كما تم تحديد المنطقة المحايدة بين البلدين.

          وفي عهده منح امتياز اكتشاف النفط في عام 1353هـ/1934م للشركة البريطانية المسماة الشركة الأنجلو ـ إيرانية، لتعمل مع شركة الخليج الأمريكية، واتحدت الشركتان، وأسستا شركة الكويت للنفط. وأثمرت جهود الشركة في اكتشاف النفط في الكويت عام 1356هـ/ 1937م. ويُذكر أن أول شحنة من النفط الكويتي صُدّرت في عهد الشيخ أحمد الجابر، وشكل ذلك التحول الحقيقي والسريع في حياة الكويت.

وفي عهده، انتعشت الحركة العمرانية، وتأسست مدينة الأحمدي، التي نسبت إليه، وانشأ العديد من المدارس، وبدأ بإرسال البعثات العلمية إلى الخارج، واهتم بالشؤون البلدية، وتحلية مياه الشرب، والشؤون الصحية، فأنشأ العديد من المستشفيات.

كما ظهرت، في فترته بوادر الحركة الدستورية في الكويت عندما بعث إليه الأهالي بوفد قال له: "إن الأساس الذي بايعتك عليه الأمة لدى أول يوم من توليك الحكم، هو جعل الحكم بينك وبينها على أساس الشورى التي فرضها الإسلام ومشى عليها الخلفاء الراشدون في عصوره الذهبية". ثم قامت الكتلة الوطنية بإجراء انتخابات مجلس الشورى، الذي كان يتكون من أربعة عشر عضواً، واختار المجلس عبدالله السالم الصباح لرئاسته، ثم وقع أحمد بن جابر وثيقة نصت على أن الأمة هي مصدر السلطات ممثلة في هيئة نوابها المنتخبين فأسس مجلس شورى ثم أنشأ المجلس التشريعي الثاني ، كما أنشئت في فترته الدوائر الحكومية المختلفة التي تقوم مقام الوزارات، فتم إنشاء كل من بلدية الكويت في عام 1353هـ / 1934م، ومجلس المعارف في عام 1355هـ / 1936م، وذلك في إطار مشاركة أهل البلاد في الحكم.

          وظل الشيخ أحمد بن جابر في الحكم حتى وفاته عام 1369هـ/ 1950م

 

11- عبد الله السالم 1369/1385هـ1950/1965م

 

  تولى رئاسة المجلس التشريعي عندما تأسس عام 1357هـ/ 1938م ثم تولى الإمارة بعد وفاة ابن عمه أحمد الجابر الصباح عام 1369هـ/ 1950م.

في عهده حدث خلاف في العائلة حين قام احد المتنفذين من الأسرة بالاستيلاء على أراضي للشيخ مالك بن حمود بن محمد بن سلمان بن صباح الأول فما كان من أبنائه إلا الشكوى عند الحاكم الذي حاول حل المشكلة بعرضه أراضي بدل الأراضي التي أخذت عنوة، عندها أحس أبناء مالك وهم فهد، وفلاح، وعقاب، ومبارك، وعلي، وفيصل، وسعود، وحمد  بالظلم - وهو أمر طبيعي - حاولوا أخذ حقهم بأيديهم، أما من أخذ أراضيهم  فلما سمع عن عزمهم روّج لأمر محاولتهم الانقلاب على الحكم لكي تكون له الذريعة باستعمال العنف، فتمت محاصرة المذكورين وحصل اشتباك مع قوات الأمن  وقتل من قتل منهم وتم سجن  المشاركين في الاشتباك  ورحل بعضهم إلي خوالهم في  السعودية  ، وفي عهد الشيخ صباح السالم عادوا وتم حل المشكلة  و تجاوز الخلاف حيث أنهم في مناصب قيادية في الدولة الآن ولهم نسب مع أبناء عمهم من الصباح منذ القدم إذ أن أخت الشيخ مبارك الكبير  كانت زوجة مالك بن حمود .

 

 وفي عهده استقلت الكويت عام 1381هـ/ 1961م، بعد إلغاء معاهدة "الحماية" التي كان قد عقدها جده مبارك الصباح مع بريطانيا عام 1317هـ/ 1899م واستبدلها بمعاهدة تعاون وصداقة، وعلى إثر ذلك انضمت الكويت إلى جامعة الدول العربية عام 1381هـ/ 1961م. وحرص على إقامة علاقات حُسن الجوار مع الدول القريبة من الكويت، واستمر في علاقاته الطيبة مع الإنجليز حتى بعد الاستقلال.

أولى عناية فائقة للتقدم العمراني للكويت بعد أن زادت صادرات النفط، فأنشئت مستشفيات وبنايات حكومية ضخمة، وأمن العلاج المجاني للجميع، كما أهتم بتنشئة الفرد الكويتي وتثقيفه. كان الشيخ عبدالله محباً للرحلات، فزار كثيراً من بلاد العالم. وتوفي في الكويت عام 1385هـ/1965م

 

12- صباح السالم1385/1398هـ  1965/1977م

 

كان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية خلال الفترة من عام 1381هـ/ 1961 حتى 1383هـ/ 1963، ثم رئيساً للوزراء خلال الفترة من عام 1383هـ/ 1963 حتى 1385هـ/ 1965.

          تميزت فترة حكمه بسياسة إنمائية داخلية واسعة، وبإرساء أسس الديمقراطية البرلمانية، إضافة إلى السياسة الخارجية المساهمة في مشاريع إنمائية عربية واسعة.

 

13-  جابر الأحمد 1398/ 1426هـ - 1977/2006م

 

  هو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر، حاكم الكويت الأسبق. ولد في الكويت عام 1347هـ/ 1928م. وتلقى  تعليمه في مدرسة المباركيّه  والمدرسة الأحمدية كما تلقى تعليماً خاصاً على يد أساتذة خصوصيين في الدين واللغة العربية وآدابها واللغة الإنجليزية، وكافة العلوم الأخرى.

 بدأ في تولي المناصب الإدارية منذ أن بلغ الحادية والعشرين ، ففي عام 1369هـ/ 1949 عُين رئيساً للأمن العام في منطقة الأحمدي النفطية، واستمر في منصبه ذاَك حتى عام 1379هـ/ 1959. وفي العام نفسه تولى رئاسة دائرة المالية، والتي غَيّر اسمها إلي وزارة المالية في 11 شعبان 1381هـ/ 17 يناير عام 1962. واستمر في منصبه حتى 7 شعبان 1385هـ/ 30 نوفمبر 1965. وكان أول وزير للمالية في دولة الكويت، ثم رئيساً للوزراء في 7 شعبان 1385هـ/ 30 نوفمبر 1965. وفي 11 صفر 1386هـ/ 31 مايو 1966 بويع بالإجماع في مجلس الأمة ولياً للعهد.

وفي 21 محرم 1398هـ/ 31 ديسمبر 1977، تولى منصبه أميراً لدولة الكويت بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح.

 حقق الشيخ جابر الكثير من الإنجازات حيث طوّر الإدارة المالية وحولها إلى وزارة، كما أشرف على وضع سياسة إسكانية محكمة وعمل على تنفيذها محققاً بذلك السكن المناسب للجميع، وتمثل ذلك في إيجاد نهضة عمرانية مشّرفة ، كما أنشأ الشيخ جابر معهداً ضخماً للبحوث، ولجنة وطنية للتكنولوجيا، برئاسة وزير الكهرباء والماء. كما عمل على تشجيع التعليم وتطويره. إضافة إلى ذلك فقد أنشأ عدداً كبيراً من المشروعات الزراعية والصناعية، في كثير من البلاد العربية والإسلامية.

          وفي محرم 1411هـ/ 2 أغسطس 1990 احتلت القوات العراقية دولة الكويت، وغادرها إلى السعودية. ومنها قاد الشيخ جابر العمل السياسي والدبلوماسي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبعض المنظمات الدولية الأخرى من أجل تحرير الكويت، إلى أن تم تحريرها في شعبان 1411هـ/ 27 فبراير 1991، بعد اندلاع الحرب في رجب 1411هـ/ 16 يناير 1991 بين النظام العراقي. من جهة، وتحالف 37 دولة من جهة أخرى.

          وفي 1415هـ/ نوفمبر 1994، اعترفت الحكومة العراقية بسيادة الكويت وحدودها الدولية وأعلنت الأمم المتحدة نصّ القرار الذي اعترف العراق فيه بشرعية الكويت وكيانه. وعمل جاهداً على إزالة آثار العدوان العراقي على الكويت، وإعادة اعمار الكويت وتشغيل أبار النفط التي كانت قد دُمرت.

         توفي عام 1426هـ/2006م.

14/ سعد العبد الله 1426/1426هـ

حكم عدة أشهر وكان مريضا وتوفي في نفس العام

 

 

15/ صباح الأحمد 1426هـ