فهد بن جلوي بن تركي
ولد في الرياض وكانت نشأته الأولى فيها وتعلم في كتاتيبها، وقد كان هذا الأمير من الفرسان المشهود لهم منذ المراحل الأولى لنشأته؛ إذ برع في الفروسية والرماية في شبابه، إلى جانب الشجاعة والبسالة اللتَين كانتا من مكونات شخصيته.
رافق ابن عمّه الإمام عبدالرحمن بن فيصل إلى الكويت عام 1309هـ وكان من أشد المتحمسين لأفكار الملك عبدالعزيز، خاصةً استعادة الحق المغتصب ، وكان في مقدمة النقباء الذين شنوا الهجوم على حصن المصمك ، حيث أبلى بلاءً حسناً ولم يدخر وُسْعاً في سبيل القضية التي آمن بها بقيـادة الملك عبدالعزيز، وقد أظهر في ذلك الهجوم شجاعة لا يزال التاريخ يخلّدها ، وشاهدها لا يزال قائماً على باب المصمك الذي انغرست حربته فيه بعد ان اخطت عجلان الذي قتله اخوه عبدالله بن جلوي بعد دخوله للمصمك ، وهي إلى اليوم قائمة تروي قصة أبطال قادهم الملك عبدالعزيز ليس لهم من معين إلا الله سبحانه وتعالى .
وبعد أن استقر الأمر ودخل الملك الى الرياض خرج الأمير فهد بن جلوي بأمر من الملك عبدالعزيز على جواد إلى بقية رفقاء الجهاد الذين كان الملك قد أمرهم بأن يتمركزوا في مَوقع إستراتيجي في انتظار إشارة منه، وبشّرهم بالفتح وطلب منهم أن يأتوا برواحلهم، وكان ذلك يوم 15/10/1319هـ.
لازم ـ يرحمه الله ـ الملك عبدالعزيز، وسار معه في مسيرة الجهاد بعد استقرار الأمر في الرياض، وبعد قيام الملك بترتيب أوضاعها وإعادة بناء أسوارها واطمئنانه بها، حرص على تتبع أخبار خصمه ابن رشيد، وحرص كذلك بعبقريته الفذة على رسم إستراتيجية عسكرية تمكنه من استدراج خصمه إلى الجنوب في الخرج وما حولها ، التي استولى عليها ووضع فيها قوة من الرجال ، ثم عاد إلى الرياض حيث مكث أسبوعاً ثم أغار على بادية قحطان في "حلبان" سنة 1320هـ ، وكان معه في تلك المعركة الأمير فهد بن جلوي الذي أظهر بطولة نادرة ، واستشهد ـ يرحمه الله ـ في تلك المعركة على يد ذيب بن هدلان .
ــــــــــــ