محمد علي
مؤسس العائلـة الخديوية ، كان أُمِيّاً وتعلم القراءة والكتابة بعد ان بلغ الخامسة والأربعين من عمره . أصله من البانيا ، بالقرب من اليونان ، التي كانت تابعة للدولة العثمانية. نشأ يتيما فرباه صديق لوالده وادخله الجندية وزوجه مطلقة ثرية ، فترك الجندية واشتغل بتجارة الدخان ، ولما اراد العثمانيون تجنيد جنود لاخراج الفرنسيين من مصر سنة 1801م اشترك معهم ، ثم اصبح قائد فرقة لدى والي مصر المكلف بالقضاء على المماليك الذين كانوا يثيرون القلاقل ، وحدث خلاف بين الوالي ومحمد علي ، وعزم الوالي على قتله فهرب ولجا الى المماليك واثارهم على خلع الوالي وتعيين خورشيد باشا المملوكي واليا ويكون هو نائباً له ، تمهيدا لسيطرته على الحكم ، فكتبوا للوالي العثماني فوافق على طلب الأهالي ، ولكن محمد علي نازع خورشيد على الحكم ، مع تاييد الاهالي له ، وطلب الأهالي من الدولة العثمانية أن يكون محمد علي والياً عليهم ، فقام العثمانيون بتوليته على مصر سنة 1805م ، ولما انتشرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتوسعت الدولة السعودية، اوعز السلطان العثماني لمحمد علي بغزو الجزيرة العربية ، وقبل أن يبدأ بحملته قام بالتخلص من المماليك ، الذين سبق أن ساعدوه ، خشيةً أن يثوروا عليه بعد خروج جيشه من مصر، فدعاهم الى حفلة وداع للحملة وجمعهم في القلعة وقضى عليهم ، ثم كلف ابنه طوسون بقيادة الحملة ، فانطلق طوسون عام 1226هـ واستولي على ينبع ، ثم سار إلى المدينة ، ولكنه لقي مقاومة شديدة من جيش الإمام سعود الكبير بقيادة ابنه عبدالله الذي هزم طوسون واخذ جميع امواله ، واستنجد طوسون بوالده ، فارسل له المدد والأموال التي استعان بها في اغراء رجال القبائل ، ثم اتجه الى المدينة واستولى عليها ، ثم الى جدة ودخلها بدون مقاومة وباتفاق سري مع الشريف غالب ، واتجه الى مكة بعد ان تركها السعوديون ، فدخلها عام 1228هـ/ 1813م ، ثم استولى على الخرمة والطائف ، وارسل فرقة من رجاله الى الحناكية ، تمهيدا لغزو نجد ، وبعث فرقة اخرى الى تربة للاستيلاء عليها ، فقام الإمام سعود بالهجوم على الفرقة الموجودة في الحناكية واجبرهم على الاستسلام ، وهاجم القبائل التي وقفت مع جيش طوسون ووصل بقواته الى ضواحي المدينة ، ثم عاد الى الدرعية ، وارسل جيشا الى تربة هزم قوات طوسون التي ارسلها الى هناك .
قرر محمد علي ان يتوجه بنفسه بأمدادات جديدة ، ولما وصل الى الحجاز قام بخلع الشريف غالب وارسله الى مصر مع عائلته وعين مكانه ابن اخيه الشريف يحي بن سرور، وهزم السعوديين ثم عاد الى مصر.
كان الإمام سعود قد توفي سنة 1229هـ وتولى الحكم ابنه عبد الله ، وعلم الإمام عبدالله بأن طوسون اتجه الى القصيم فسار اليه ليصده ، وحدثت بينهم مناوشات ، وبدأ لكل منهما انه لن يحقق نصرا على الأخر، فاتفقا على الصلح وأن تنسحب القوات من نجد، فعاد طوسون الى مصر وتوفي هناك ، ولكن محمد علي لم يوافق على الصلح الذي تم بين ابنه وبين الإمام عبدالله ، وقام بارسال ابنه ابراهيم باشا لمحاربته ، كما قام بارسال ابنه اسماعيل لفتح السودان ، ولكن السودانيين قاموا بحرق اسماعيل ومن معه ، فأرسل جيشا اخر اخضع السودانيين ، ثم قام محمد علي بضم سوريا الى مصر وعين ابنه ابراهيم عليها ، فخشيته الدولة العثمانية وحاربته ، لكنه هزمها ، ثم اتفق مع الاتراك علي الصلح بعد ان يسحب جيوشه من سوريا ويحتفظ بمصر والسودان .
وفي اخر ايامه تعب فترك الحكم لابنه ابراهيم ، لكن ابراهيم توفي بعد شهر في حياة ابيه وخلفه عباس الاول ابن اخيه طوسون .
توفي محمد علي سنة 1849م ، اماعباس بن طوسون فقتله عبيده سنة 1854م ، وخلفه عمه سعيد بن محمد علي ، الذي بدأ ديليسبس في عهده بناء قناة السويس ومدينة بور سعيد ، وخلفه اسماعيل ابن اخيه ابراهيم بن محمد علي سنة 1863م واطلق عليه السلطان العثماني لقب الخديوي ، وهي كلمة فارسية معناها السيد ، وهوالذي افتتح قناة السويس وكان يصرف بشكل كبير وارهق الدولة بالديون ، فخلعه الباب العالي وعين ابنه الخديوي توفيق مكانه سنة 1879م ، وفي عهده قامت ثورة عرابي سنة 1882م ، وتوفي توفيق سنة 1892م وخلفه ابنه الخديوي عباس الثاني .
لما قامت الحرب العالمية الاولى ، وانقطعت العلاقات بين تركيا وانجلترا ، كان عباس في مصيفه في تركيا فاستغلت بريطانيا الفرصة وأعلنت الحماية على مصر وعزلت عباس وعينت الامير حسين كامل ابن اسماعيل مكانه واطلقت عليه لقب سلطان، وتوفي السلطان حسين عام 1917م وتولى اخوه فؤاد الحكم ، وفي عهده قامت ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول لرفض الحماية على مصر ، واعلنت بريطانيا سنة 1922م حق مصر في الأستقلال ولُـقب السلطان فؤاد بالملك فؤاد الأول ، وخلفه في الحكم ابنه الملك فاروق سنة1937م.
وفي عام 1952م قامت ثورة يوليو التي اطاحت بالملك فاروق وابنه فؤاد الثاني الذي خلفه ليوم واحد .