فهد بن عبدالله بن جلوي

 

كان والده عبدالله بن جلوي  من رفاق الملك عبدالعزيز منذ طفولته وهو أحد الذين صحبوا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في حركته من الكويت واسترداده الرياض , وهو الذي أجهز على حاكم الرياض (عجلان بن محمّد العجلان) سنة 1319هـ ، وولاه الملك عبدالعزيز بعد ذلك إمارة الاحساء، وعُرف بالشدة والحزم والعدل، فوطد الأمن فيها.

كان بعض زعماء الإخوان مثل فيصل الدويش، وسلطان بن بجاد، وضيدان بن حثلين، قد انشقوا على الملك عبدالعزيز منكرين عليه تصرفاته، وحاول الملك عبدالعزيز إقناعهم بأن ما يفعله هو لصالح البلاد وبأنه يراعي ما هو الصالح للإسلام والمسلمين على حسب ما تقتضيه الشريعة الغراء ، إلا أن الإخوان لم يغيروا موقفهم وراحوا يعلنون في الهجر بأنهم هم القائمون حقاً بأمر الدين والجهاد، فحدثت معركة السبلة بين قواته والإخوان المنشقين في 19 شوال عام 1347هـ الموافق 30 مارس عام 1929م  وانهزمت قوات الإخوان أمام قوات الملك عبدالعزيز فتفرقت فلول المشقين من الإخوان. واستنجد ضيدان بن حثلين بالأمير عبدالله بن جلوي للتوسط بينه وبين الملك عبدالعزيز فطمأنه الأمير عبدالله بن جلوي وأخبره بأن ابنه فهد  سيخرج بقوات تكون مستعدة لأي توجيه للملك، وخرج فهد بن جلوي بقواه ، ومن تلك القوات حولي 600 من الحاضرة إضافة إلى فئات من قبائل آل مُرَّة وبني خالد وبني هاجر، وبينها فئات من العجمان يتزعم بعضها نايف بن حثلين الذي كان منافساً لضيدان حينذاك ، ووصل فهد بن  جلوي بمن معه من قوات إلى عُوَينة كنهل القريبة من الصرار، مركز ضيدان وجماعته، فأرسل ضيدان إلى فهد يستفسر عما يريد من اقترابه إلى هجرته، فكتب فهد إليه أنه لا يريد إلا الخير وطلب من ضيدان القدوم إليه. فاستشار ضيدان كبار جماعته فأشاروا عليه أن يذهب إلى فهد، على أن يتبعه أربعمائة رجل من قواته ويكمنون قريباً من مكان فهد بن جلوي فإن رجع إليهم زعيمهم، أو جاءهم رسول منه قبل أربعة ساعات من غروب الشمس، وإلا فلهم أن يتخذوا ما يرونه من إجراء.

وعندما وصل ضيدان إلى فهد بن جلوي قام فهد بتقيد ضيدان والرجال الخمسة الذين كانوا معه. ولما سأله ضيدان عن السبب قال له فهد: إنه يريد منه أن يسلِّم إليه السلاح والخيل والجيش (ويقصد بالجيش الإبل المعدة للغزو، لأن الملك عبدالعزيز كان قد أمر بأن على القبائل التي لم تنضم إليه في معركة السبلة أن تسلم هذه الإبل) فتعهد ضيدان بتسليمها وقال لفهد: إن جماعته قد يهجمون عليه إن لم يأتهم خبر منه في الوقت المذكور، واستأذنه في الكتابة إليهم لئلا يقوموا بالهجوم، فأذن له فهد. لكن رسالة ضيدان لم تصل إلى أتباعه، ويعلل البعض عدم وصول الرسالة إلى أتباع ضيدان، بأن من استلم الرسالة من فهد لم يكن حريصاً على أن تصل الرسالة إلى أتباع ضيدان، وذلك لأنه يكره ضيدان. وعندما لم يعد  ضيدان ولم يصل رسول منه حدث الهجوم من قبل أتباع  ضيدان، وقام حرس فهد بن جلوي وبأمر منه بقتل ضيدان ومن معه، واشتد القتال، وانضم نايف بن حثلين إلى جماعة ضيدان. وقتل فهد  بن جلوي، وهُزمت قواته، واستولي المنتصرون على ما في خيامه من خيل وجيش ومؤن، وكان ذلك في معركة تسمى معركة عُوَينة كنهل في 19 من ذي القعدة عام 1347هـ/ 28 أبريل عام 1929م. وتوقع نايف بن حثلين ومن والاه من قبيلته أن الأمير عبدالله بن جلوي سيعاقبهم، فاتجهوا شمالاً حتى نزلوا الوفراء.

ويعزوا البعض أن انضمام نايف إلى جماعة ضيدان كان رغبة منه في زعامة القبيلة بعد مقتل ضيدان، كما يحتمل أن يكون سبب ذلك يرجع إلى شعور نايف بخطأ فهد على رجل من أسرته. ويذكر البعض أن من قتل فهد بن جلوي أحد العجمان الذين كانوا معه ثأراً لقتل ضيدان بن حثلين.