الأمويون

 

ينتسبون الى اميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب من مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وعبد شمس اخوهاشم جد النبى الثانى ، وكان هاشم وعبدشمس توأمين ولدا ويد احدهم ملتصقة بيد الأخر فلما انفصلتا سال منها الدم فقال الناس سيكون بينهما دم ، وهذا ما حصل من عداوة وحروب بين العباسيين والامويين ادت الى زوال حكم بنى اميه ، وأول عداوة كانت بين أميه وعمه هاشم ادت الى اجبار اميه على الرحيل الى الشام وترك مكه ، فاقام فى الشام عشر سنين .

 

 

 

1/ معاويه 41/ 60 - 661 /680م

 

هو معاوية بن أبي سفيان  ، وابو سفيان هو صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ الأمويّ، يعدّ معاوية أحد  كتَّاب الوحي وأحد أشهر الخلفاء في الإسلام ، وصلت الدولة الاموية الاسلامية وعاصمتها دمشق في عهده إلى بلاد لم يصلها الاسلام من قبل  .


 ولد بمكة قبل الهجرة بخمس عشرة سنة... قيل انه من مسلمة الفتح أي أنه أسلم سنة ( 8 هـ )  ، وقيل أنه أسلم قبيل الفتح ... وكان عمره في يوم الفتح  23سنة.

 

بعد إسلامه اصبح يكتب بين يدي رسول اللَّه ص ، وفي خلافة أبي بكر قاتل المرتدين في معركة اليمامة ، كما ولاه ابو بكر قيادة جيشٍ مدداً لأخيه يزيد بن أبي سفيان ، ثم ولاه عمر ولاية الأردن ، ولما توفي اخوه يزيد في طاعون عمواس ولاه عمر عمل يزيد على دمشق سنة 21هـ ، وفي عهد عثمان جمع لمعاوية الشام كلها فكان ولاة أمصارها تحت إمرته ، وما زال والياً حتى استشهد عثمان بن عفان وبويع علي ابن ابي طالب بالمدينة فرفض معاوية مبايعته لأنه اتهمه بالهوادة في أمر عثمان وإيواء قتلته في جيشه ، وبايع أهل الشام معاويه على المطالبة بدم عثمان وكان وراء ذلك أن حاربه علي بن أبي طالب في صفين   سنه 39 هجريه - وحصلت صفين بعد معركة الجمل بين عائشة أم المؤمنين وعلي بن أبي طالب - وانتهت الموقعة بينهم بالتحكيم فلما اجتمع الحكمان واتفقا على خلع علي ومعاوية من الخلافة وأن يكون أمر المسلمين شورى ينتخبون من يصلح لإمامتهم فبايع أهل الشام معاوية بالخلافة وصار معاوية إمام أهل الشام وعلي إمام أهل العراق ، وما زال الخلاف محتدماً بينهما حتى قُـتِل علي بن أبي طالب وسلم ابنه الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية ، وحينئذ اجتمع على بيعة معاوية أهل العراق والشام  .


بايعه المسلمون وعامة الناس سنة 41 هـ، فسميّ ذاك العام بعام الجماعة، لاجتماع كلمة المسلمين فيه واصبح معاوية بن ابي سفيان خليفة جميع المسلمين واتخذ من دمشق عاصمة ومقرا للخلافة الاموية وعمل في فترة خلافته على توحيد البلاد الاسلامية وتقوية أواصر الدولة , وهو مؤسس لأكبر دولة اسلامية في التاريخ الدولة الاموية.


واستمر معاوية في الملك حتّى وفاته سنة 60 هـ، فكان بذلك أميراً (20 عامًا) وخليفةً (20 عاماً) أخرى. وهو أول خليفة بعد الخلفاء الراشدين ، وهو أول من أورث الخلافة في الإسلام وجعلها لابنه من بعده ، ووحد البلاد الاسلامية شرقا وغربا وجعل من عاصمة الخلافه دمشق منارة للعلم والعلماء ومنبرا يجمع المسلمين . وأنشأ أول أسطول حربي في تاريخ الإسلام وفتح به جزيرة قبرص وصقلية ومناطق وجزر في البحر المتوسط .


استطاع معاوية أن يضيق الخناق على الدولة البيزنطية من حدود دولته بالحملات المستمرة والاستيلاء على جزر رودس وأرواد ، وقد كان لجزيرة ارواد على الساحل الشامي في سوريا أهمية خاصة لقربها من القسطنطينية، حيث اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصاره الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع 54 ـ 60 هـ قاعدة لعملياته الحربية، وذلك أن معاوية أعد أسطولاً ضخمًا وأرسله ثانية لحصار القسطنطينية, وظل مرابطًا أمام أسوارها من سنة 54 هـ إلى سنة 60 هـ، وكانت هذه الأساطيل تنقل الجنود من هذه الجزيرة إلى البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية، وقد أرهق هذا الحصار البري والبحري البيزنطيين ، كما أنزل جيش المسلمين بالروم خسائر فادحة ، وعلى الرغم من ذلك فلم يستطع المسلمون فتح القسطنطينية.


ومن أجل بناء أسطول إسلامي بحري قوي، أقام معاوية دارًا لصناعة السفن البحرية في مدن ساحل الشام  ، كما نفذ خطة لنقل أعداد من العرب المسلمين إلى الجزر في البحر الأبيض المتوسط لحمايتها ونشر الإسلام على ربوعها.


كانت غايته في الحلم لا تدرك ، وكان الذي يهمه ويقلقه أمر الخوارج  فقاتلهم  ولاحق الخارجين على سلطة الدولة وعلى تعاليم الاسلام .


كان معاوية كما ثبت في الصحيح  فقيهًا يعتد الصحابة بفقهه واجتهاده ؛ فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب عن أبي مليكة قال: "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس ؛ فأتى ابن عباس فأخبره، فقال: دعه؛ فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى قيل لابن عباس: "هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: أصاب إنه فقيه .


ويعتبر معاوية رمزًا للحلم والدهاء والسياسة وكانت العرب تضرب به المثل في ذلك و لعلّ أشهرها مصطلح شعرة معاوية، وهو كناية عن حسن السياسة أو الدبلوماسية في المصطلحات الحديثة ولذلك عندما سأله أحد الأعراب: كيف حكمت أربعين عاما ولم تحدث فتنة واحدة بالشام بينما الدنيا تغلي؟ قال: لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.
 

2/ يزيد بن معاوية ( 60 / 64 هـ - 679 / 683 م )

 
 بويع له فى حياة أبيه ليكون وليّا للعهد من بعده، ثم أكد البيعة لنفسه بعد موت والده ، وما كاد يتسلم زمام الحكم حتى واجه نفرًا من المسلمين يمتنعون عن مبايعته، ثم ما لبثت معارضتهم لبيعته أن تحولت إلى ثورة . وكان يزيد قد طلب من أمير المدينة المنورة الوليد بن عتبة بن أبى سفيان الحصول على البيعة من الحسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، لكن الحسين وابن الزبير رفضا، وخرجا من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ، وتوقف ابن عمر فقال: إن بايع الناس بايعت. فلما بايع الناس بايعه ابن عمر، وتعقَّد الموقف فى الحجاز.


ولماعلم أهل العراق برفض الحسين مبايعة يزيد وتوجهه إلى مكة، وجدوا الفرصة سانحة للتمرد كما كانت فى عهد علي؛ ليتولى أمرهم الحسين بن علي ، فهو أحب إليهم من يزيد بن معاوية! . فأرسلوا رسلهم إلى الحسين، ليحرضوه على المطالبة بالخلافة، فبعث الحسينُ ابنَ عمِه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليتبين الموقف وليمهد له الأمر، حتى إذا رأى إجماع الناس على بيعته أسرع بإحاطته علمًا بذلك  ، وعندما أقبل مسلم بن عقيل على الكوفة رأى من أهلها إقبالا ورغبة في مبايعة الحسين، فبعث إليه على الفور يستعجل قدومه ، لكن الأمويين كانوا قد أحيطوا علمًا بوصول رسول الحسين بن علي إلى الكوفة فأرسلوا على الفور عبيد الله بن زياد واليًا عليها ليحفظ الأمن والنظام ويواجه الخارجين على القانون ، وليضبط الأمر على النهج الذى اتبعه والده زياد من قبل أيام الخليفة معاوية بن أبى سفيان.


استطاع عبيد الله أن يُحكم سيطرته على البلاد ويخمد الفتنة التي نادى بها نفر من اهل العراق ويقضي على قادة الدعوة إلى الحسين، ومن بينهم مسلم بن عقيل ويخرس الألسنة التى تنادى بالحسين خليفة.


تحرك ركب الحسين إلى الكوفة فى هذا الجو المتأزم الملبد بالغيوم ، فنصحه كبار الصحابة وكبار شيعته مثل أخوه محمد بن الحنفية  و عبد الرحمن بن الحارث المخزومى و عبد الله بن عباس ، ليصرف النظر عن الذهاب إلى العراق، وعدم الاطمئنان لما نقل إليه من موافقة أهلها على مبايعته، غير أن الحسين عليه السلام لم يستمع لنصح الناصحين ، وخرج  فى جماعة من شيعته لا يزيدون عن ثمانين رجلا، ومعه نساؤه وأطفاله قاصدًا الكوفة دون أن يعلم بما حدث ، فلما بلغه ما حدث لم يتراجع بل واصل المسير ، وكانت القوات الأموية فى انتظاره بقيادة عمر بن سعد في 30000 مقاتل , وفى كربلاء التحم الفريقان ووقعت المعركة المشهورة "معركة كربلاء" فسالت الدماء وسقط الحسين شهيدًا بالقرب من الكوفة يوم عاشوراء فى العاشر من المحرم سنة 61هـ / 681م، وتخلص يزيد من أحد منافسيه الأقوياء، وبقى عبد الله بن الزبير من المتمردين . ولم يعجب يزيد بن معاوية تصرف عمر بن سعد فوبخه وعاتبه وارسل في طلب علي بن الحسين بن علي   ( علي زين العابدين) رضي الله عنه واكرمه في الشام واكرم نساء الحسين رضي الله عنه وخيّر علي بن الحسين بالبقاء في دمشق او العودة للمدينة المنورة .


ذهب عبدالله بن الزبير إلى مكة محتميًا بها، وسمى نفسه العائذ بالبيت. فلما بلغه استشهاد الحسين أخد البيعة لنفسه .

 

 أعد يزيد جيشًا ضخمًا من جند الشام وأسند قيادته إلى مسلم ابن عقبة ليخضع الثائرين في المدينة  ، لكن القدر لم يمهله فتوفاه الله قبل أن يصل إلى مكة.


ويتولى على الفور قيادة الجيش  الحصين بن نمير السكوني ويحاصر مكة ، وابن الزبير متحصن بالبيت الحرام ، وتأتى الأنباء بوفاة الخليفة يزيد فيتوقف القتال ويرفع الحصار ويعود الجيش الأموى إلى الشام .


بالرغم من الصراعات الشديدة التى حدثت فى عهد يزيد فإن الفتوحات الإسلامية لم تتوقف واستمرت فى العديد من الجهات، فهناك فى الشرق واصلت الجيوش ألأموية الإسلامية فتوحاتها فى خراسان وسجستان تحت قيادة مسلم بن زياد، فغزا سمرقند وحُجَنْدة، أما هناك فى الغرب فقد أعاد يزيد بن معاوية، عقبة بن نافع واليًا على إفريقية، وكان معاوية قد عزله عنها، فواصل عقبة بن نافع فتوحاته بحماس منقطع النظير ، واستمر فى فتوحاته  حتى رأى المحيط الأطلنطى فوقف عليه وقال مقالته التى حفظها له التاريخ: يا رب لولا هذا البحر لمضيت فى البلاد مجاهدًا فى سبيلك. ثم عاد راجعًا إلى القيروان.


توفي يزيد بن معاوية في الشام بسبب مرض الطاعون، و تخلى ابنه معاوية عن حقه في الحكم. وكان ولداه معاوية بن يزيد و خالد بن يزيدعالمين صالحين .

 

يختلف المسلمون اليوم في يزيد بن معاوية فبينما يرى أهل السنة والجماعة أنه لا يصح سبه وأنه لم يأمر بقتل الحسين ، بينما ترى الشيعة أنه قاتل للحسين ، وتجتمع الاراء ان الخليفة يزيد بن معاوية ارسى كيان الدولة وعمل على توحيد البلاد الاسلامية لآعلاء شأن المسلمين وتوحيدهم وهي من عوامل قوة الدولة الاموية في الفترات الزمنية بعد ذلك لتكون أكبر دولة اسلامية في التاريخ .

وقد كان يزيد شاعرا رقيقا ، وإليه ينسب نهر يزيد في دمشق ، ومن قصائده المشهورة هذه القصيدة:


اراك  طروبـــا   والهــا   كــالمتـيـم .. تطوف باكنــاف السـحاب  المخيـــم 
اصـابك   سـهما  او بليـت   بنظــرة .. فـمــا   هـــذه الا   سـجـيـــه  مغــرم
على شاطيء الوادي نظرت حمامـة .. اطالـت  علي   حسـرتـي    وتنـدمي
اشـير اليهــا بـــا لــبـنـــان كـانــمــا .. اشير الى  البيت  العتيـق  المـعــظـم
اغــار عليـــها من ابــيــها وامـهـــا .. ومن خطوة المسواك اذا دار في  الفم
اغار على اعطـــافهـــا من ثيــابهـا .. اذا    لبسـتها   فـوق   جسـم   منـعــم 
واحســد اقـــداح تـقـبــل ثـــغرهـــا .. اذا   وضعتها موضع   اللثم في الفــم
خــذوا بـدمــي  منهــا فاني قتيـلهــا .. ولا  مقصدي   الا تجـــود  وتنـعمــي
ولاتقتلوها  ان ظفرتـــم   بقتـلــهـــا .. ولكن  سلوها  كيف حل  لهـــا  دمــي
وقولا لها   يامنيــه   النفــس انـنــي .. قتيل  الهوى  والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبــوا  اني  قتــلــت بصـارم .. ولكن  رمتني  من  رباها  باسهــمـي
لها حكم  لقمــان  وصــوره  يوسف .. ونغمـــة   داود  وعـفــــة   مــريـــم
ولي حزن يعقوب  ووحشـة  يونـس .. وآلام    ايــــوب    وحســـــرة    آدم
بكيت على من زين  الحسن  وجهها .. وليس  لها   مثل  بــعرب  واعجمـي
فوا لله   لولا الله   والخوف   والرجا .. لعانقتــها   بيــن   الحطيـم   وزمـزم
وقبلتها   تسـعا   وتسـعيـن   قبــلـــة .. براقة   بـالكــف   والـخــد    والـفــم
ووسدتهـا   زنــدي   وقبلت  ثغرهـا .. وكانت   حلالا   لي  ولو كنت محرم
وان   حرم   الله   الزنــا  في كتابــه .. فمـا   حرم   التقبيـل   بالخـد   والفـم
وان حرمت  يوما  على  دين  احمد .. لاخذها على  دين  المسيح  بن  مريم

 

 

3/ معاوية بن يزيد ( 64هـ/ 684م )

 

بعدوفاة يزيد تولى ابنه معاويه الثانى الذى كان صالحا متنسكا فانكر سيرة ابيه وجده وما عملوه مع آل علي ثم اعتزل الناس ليتفرغ للعباده ومات بعد ثلاثة اشهر وبايع اهل المدينه ابن الزبير فكتب ابن الزبير لاهل الشام ليبايعوه فرفضوا وبايعوا مروان بن الحكم بن العاص بن اميه .

 

كانت خلافته ثلاثة أشهر بقولٍ وأربعين يوماً بقولٍ آخر, وبعدها صعد المنبر وأعلن تركه للخلافة ، فاجتمع إليه بنو أمية وقالوا له: اعْهَدْ إلى من رأيت من أهل بيتك، فقال: واللّه ما ذُقْتُ حلاوة خلافتكم فكيف أتقلّد وِزرَهَا اللهم إني بريء منها متخل عنها، اللهم إني لا أجد نفراً كأهل الشورى فأجعلها إليهم ينصبون لها من يرونه أهلاً لها .. وبقي في بيته الى ان توفي وهو ابن 38 سنة، ودُفن بدمشق.

 

 

4/ مروان بن الحكم ( 64- 65هـ / 684-685م )

 

 

  كان  الحكم ابو مروان قد اسلم عام الفتح وكان يتجسس على رسول الله صلى فنفاه الرسول الى الطائف ، وكان الرسول (ص) قد رأه يوما وهو يتمايل  مقلدا الرسول في مشيته فقال له كن كذلك فاصبح يمشي متمايلا بقية حياته ، ولما مات الرسول ( ص) طلب عثمان من ابى بكر ان يعيده فرفض ثم طلب من عمر فى خلافته ان يعيده فرفض ايضا ولما تولى عثمان اعاده لانه ابن عمه ،  وتوفي في خلافة عثمان ، اما ابنه مروان فقد كان معاويه قد ولاه على المدينه .


  لما بويع لمعاويه الثانى ابن يزيد في الشام بويع لعبدالله بن الزبير في مكة والمدينة والعراق ومصر وقام ابن الزبير باخراج بني امية من المدينة الى الشام وفيهم مروان ابن الحكم وابنه عبدالملك وبعد وفاة الذى لم يخلف احدا ، وكان اخوه خالد صغيرا ، قام  اهل الشام  مبايعة مروان ومن بعده خالد بن يزيد ، وتزوج مروان ام خالد ارملة يزيد بن معاويه ، ولكن لما تولى مروان اخذ يحقر خالد حتى لايطلب الولايه ، وفى احد الايام ناداه بين الناس قائلا له : تعال ياابن رطبة الأست ، فاخبر خالد والدته فلما دخل عليها مروان تركته حتى نام وقامت مع خادماتها بوضع الوساده عليه وخنقته حتى مات .
استتولى مروان على مصر من ابن الزبير ، وحكم مروان عشرة اشهر ثم خلفه ابنه عبد الملك .

 

5/ عبد الملك بن مروان بن الحكم  ( 65 هـ-86 هـ/685-705م)

 

 

خامس الخلفاء الأمويين وكان من أعظم خلفاء بني أمية لقب بـ أبو الملوك ، كان واسع العلم متعبدا ناسكا شجاعآ قويآ ، توسعت الدولة الأموية في عهده وازدهرت وكانت دمشق عاصمة الدولة منارة للعلم واعظم مدن العالم الإسلامي.


ولد بمكه المكرمه وتربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان ،  انتقل إلى دمشق واخذ العلم من فقهائها ، وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب.


تولى  الخلافة بعد مقتل والده مروان بن الحكم وكانت الدولة الإسلامية مقسمة بين خلافتين ، كانت الدولة الأموية تحكم مصر والشام بينما العراق والحجاز تحت خلافة عبد الله ابن الزبير الذي كان يدير خلافته من مكة ، وبعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يبسط نفوذ الأمويين على كامل الأراضي الإسلامية.


خرج الحجاج  إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى قعيقعان، ودامت الحرب أشهراً. وقتل فيها ابن الزبير وهزم جيشة.


عمل الخليفة عبد الملك بن مروان  على ارساء أسس الدولة الإسلامية وحماية الدولة ونشر الإسلام في بلاد بعيدة حيث تم فتح بلاد المغرب في خلافته ، وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم إلى دمشق منارة العلم وانشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الإسلامية وتمت في عصرة الكثير من الانجازات التي مازالت حتى اليوم .


اجتهد عبد الملك  في تأمين حدود الدولة واخضع ارمينيا وسواحل سورية وفتح حصون هامه منها مرعش وعمورية وانطاكية ، وفي عام 62 هـ اصدر الامر بتولى عقبة بن نافع امر أفريقيا وتكملة الفتوحات فيها, واتجه لفتح المزيد من البلاد , واظهر براعة في إدارة شئون الدولة واستعان بنخبة من امهر رجال عصره  واصدر أول عملة إسلامية ووحد اوزانها وكانت خطوه اقتصادية كبيرة حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملة الاجنبية أهمها الدينار البيزنطي , كماعَرّب الدواوين والخراج ودرّب الكوادر على إدارة شئون المال وكانت خطوه هامة في التاريخ الإسلامي.


 

6/ الوليد بن عبد الملك ( 86-96هـ / 705 - 715 م )

 

 

 كان ولي عهد أبيه الخليفة عبد الملك بن مروان في دمشق وولي عهده أخوه سليمان بن عبد الملك ، وجه القادة من دمشق لفتح البلاد في مختلف الاتجاهات ، وكان من رجاله محمد بن القاسم الذى فتح بلاد السند وقتيبة بن مسلم والي خراسان الذى فتح بلاد ما وراء النهر وموسى بن نصير الذى انضم إلى طارق بن زياد في فتح غرب أفريقية و في فتح الأندلس .

 

 بلغت الدولة الأموية في عهده أوج عزها حيث فتحت جيوشه بخارى وسمرقند وخوارزم وفرغانة والهند وطنجة والأندلس. امتدت في زمنه حدود الدولة الإسلامية من المغرب الأقصى و إسبانيا غربا ووصل اتساع الدولة الأموية إلى بلاد الهند وتركستان فأطراف الصين شرقا في وسط آسيا لتكون بذلك الدولة الأموية أكبر امبراطورية إسلامية عرفها التاريخ .

 

توفي  بمنطقة دير مروان  ودفن في دمشق وكان عمره 48 سنة ومدة حكمه عشر سنوات  وكان من خيرة الخلفاء الامويون .

 

 

7/  سليمان بن عبد الملك  (96-99 هـ/715-717 م)

 

 

 ولد بدمشق وولي الخلافة يوم وفاة أخيه الوليد ، كان الناس في دمشق يسمونه مفتاح الخير ويحبونه ويتباركون به ، اشاع العدل وانصف كل من وقف ببابه ، وهو يتصف بالجمال والوقار عظيم الخلقة طويل القامة أبيض الوجه مقرون الحاجبين فصيحآ بليغآ ، عمل في فترة تولية الخلافة كل مافيه مصلحة الناس وحافظ على اتساع وقوة الدولة الأموية وأهتم بكل مايعني الناس أطلق الأسرى وأخلى السجون واحسن معاملة الجميع فكسب محبتهم وكان من اعدل خلفاء بني أمية والمسلمين واستخلف عمر بن عبد العزيز من بعده .


في عهده استمرت الفتوحات الأموية في آسيا وفتحت جرجان و طبرستان ، وجهز جيشا كبيرا من سواحل الشام وأعد الأسطول الأموي وسيره في السفن لحصار القسطنطينية ، وسار مع الحملة وعزم ان لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت فمات مرابطاً في دابق شمال مدينة حلب .ومدة خلافته لا تتجاوز السنتين وبضعة شهور.

 


8/ عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ( 99 -101هـ/717 -720 م )

 

 

ثامن الخلفاء الأمويين ، وخامس الخلفاء الراشدين من حيث المنظور السني ، ويرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز.

 

ولد في المدينة المنورة وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان في المدينة المنورة واستفاد كثيراً من علماءها ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية وزوجه ابنته فاطمة وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب تسمى دير سمعان وظل والياً عليها حتى سنة 86 هـ .

 

بعد ان صلى على الخليفة سليمان توجه إلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال له : ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلاً  فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك : أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟ ، فقال عمر: أي بني ، إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله. فقال عبد الملك : ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني.


اشتهرعهد عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء في أرجاء البلاد الإسلامية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة اليها.
توفي  سنة 101 للهجرة ودفن في منطقة دير سمعان  بالقرب من حلب في سوريا .

 

قال بعض المؤرخين انه قد قتل مسموما على ايدى بعض امراء بنى امية بعد ان اوقف عطياهم وصادر ممتلاكتهم وادخلها لبيت مال المسلمين وهذا الرأي الارجح .

 

كان بنو امية يسبون علي بن ابي طالب في المنابر فأمر بايقاف ذلك ، واستمرت خلافته فترة قصيرة جداً، فلم تطل  سوى عامين ونصف ، ثم حضره أجله ولاقى ربه عادلاً في الرعية قائماً فيها بأمر الله ، وعندما توفي لم يكن في سجنه رجل واحد.

 

وفي عهده انتشر العلم وكثرت المساجد  وأوقف الحرب مع جيرانه ووسع العمل داخل دولته ، إلى غير ذلك من الأعمال الخيرة حتى دعاه المؤرخون بخامس الخلفاء الراشدين .

حين مرض قبل وفاته قيل له : لو تداويت . قال : لو كان دوائي في مسح أذني مامسحتها نِعمً المذهوب إليه .

 


 9/ يزيد الثاني ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم (101-105هـ / 720-724م )

 


تولى الخلافة في دمشق وكانت أيامه أيام فتوحات وغزوات ،  وكان من أصحاب المروءات مع إفراط في طلب الملذات ، فقد هام حبا بجاريتين من جواريه ، إحداهما تدعى (حبابة) والأخرى تسمى (سلامة) وقد تتيم بحب حبابة وبنى لها قصرا جميلا بدمشق وزينة وجهزه بافضل الزينة واشتهرت قصة حبابة ايما شهرة في التاريخ ومات بعد موتها بأيام يسيرة يقال سبعة عشر يوما, ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره. وقد ذكرت روايات غير مؤكده عنه  بسبب عشقه للجاريات غير ان بعض المؤرخين يرفضون هذه الروايات ويردونها إلى نقمة العباسيين على الأمويين  وانها مدسوسة ومغرضة.


يقال بانه مات وعمره اربعون سنة وفي روايات أخرى غير ذلك ودام حكمه أربعة سنوات ونيف من الأشهر ومات بحوران ونقل إلى دمشق وصلى عليه ابنه الوليد الذي كان عمره خمسة عشر عاما وأخوه هشام بن عبد الملك وتذكر الروايات إنه حمل على أعناق الرجال ودفن بين باب الجابية في دمشق.



10/ هشام بن عبد الملك ( 105-125 هـ/724-743 م)

 

 

كان عمره يوم تولى 34سنة وفي عهده بلغت الإمبراطورية الإسلامية أقصى اتساعها ، حارب البيزنطيين ووصلت جيوشه الى بواتيه بفرنسا حيث وقعت معركة بلاط الشهداء.‏
تزايدت في عهده العصبية القبلية بين المضرية واليمانية، واشتعلت فتن وثورات عديدة في أنحاء الدولة: ثورة الخوارج والشيعة في الكوفة (بقيادة زيد بن علي بن الحسين)، والبربر في المغرب؛ وكذلك أضطربت الفتن في بلاد ما وراء النهر، وقد قضى عليها جميعاً بحنكته ودهائه وقوته .

 

في عهده صار للدولة الأموية ، أضافة للعاصمة الدائمة ومقر الخلافة دمشق ، عاصمة صيفية وهي مدينة الرصافة على نهر الفرات بسوريا تسمى رصافة هشام عرفت بأنها جنات وبساتين مصغرة عن بساتين دمشق .

 

قام بتعريب الدواوين وأنهاء العمل باللغة البيزنطية كلغة دولة والعمل باللغة العربية وأهتم بتنظيم الدواوين وعمل على رعاية العلم والثقافة وترجمت في عهده الكثير من المؤلفات ، وحقق العديد من الانتصارات على الروم وفي جنوبي بحر الخزر.

 

تميز عهده بسيادة الأمان في بلاد الشام وارجاء البلاد الإسلامية. وتوفي بالرصافة ، ويعتبر من الخلفاء الأمويين الأقوياء.


 

 11/ الوليد الثاني ابن يزيد بن عبد الملك بن مروان ( 125-126هـ/ 746-744م )

 

 

 حكم سنة واحدة ، وكان والده الخليفة يزيد بن عبدالملك قد عقد له ولاية العهد بعد عمه هشام  . أمه بنت محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج . تولى الخلافة في دمشق بعد وفاة عمه أحد أهم الخلفاء هشام بن عبد الملك وكان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، وكان ينغمس في اللهو وسماع الغناء. له شِعر رقيق وعلم بالموسيقى، وكان يضرب بالعود اعذب الالحان . . نقم الناس عليه لحبه للهو ، وقال عنه الذهبي : لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة بل اشتهر بالخمر . فخرجوا عليه لذلك.


بايع الناس سرا ليزيد بن الوليد بن عبد الملك فنادى يزيد بخلع الوليد، وكان غائبا عن دمشق ففاجأه النبأ، وقصده جمع من أصحاب يزيد وعلى رأسهم محمد بن خالد القسري البجلي فقتلوه في قصر النعمان بن بشير بالبخراء، وكان قد لجأ إليه ، وحُمل رأسه إلى دمشق فنصب بالجامع ، وعرضت رأسه على أخيه سليمان بن يزيد فقال: بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً .
كان الوليد قد أمر بالقبض على خالد بن عبد الله القسري البجلي  وتعذيبه حتى مات ، فكان توجه ابنه محمد على رأس الجماعة التي قتلت الوليد ، إنما كان انتقاما لوالده (خالد القسري) وأخذا بثأره.

قتل الوليد وعمره 38 سنة ومدة حكمه قصيرة لم تدم أكثر من سنة واحدة.

 


12/ يزيد الثالث ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان ( 126هـ/744م )

 


سمي بيزيد الناقص لأنه أراد أن يقتدي بعمر بن عبد العزيز فأنقص رواتب الجيش أسوة بعمر بعد أن كان الخليفة يزيد الثاني ابن عبد الملك  قد زادها بعد توليه الخلافة .
 كانت نفسه تميل للإصلاح وكان متقشفا. ولى عهده أخوه إبراهيم بن الوليد.
 توفي بعد توليه الخلافة بقليل فلم يدم حكمه أكثر من ستة أشهر.


13/ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ( 126هـ/744م )

 

 

 تولى الخلافة بعهد من أخيه يزيد الثالث. . لم يدم حكمه طويلا إذ لم يبايعه إلا أهل دمشق ، وخالفه ولم يعترف به مروان بن محمد بن مروان بن الحكم فقد عده مسؤولا هو وأخوه يزيد الثالث عن مقتل الخليفة  الوليد الثاني بن يزيد الثاني ، وكانت هذه مناورة منه لاستلام الخلافة.


كان حكم إبراهيم بن الوليد في فترة اضطراب الدولة بعد ان كانت في أوج ازدهارها وقوتها ، أمر بقتل اثنين من أبناء الخليفة الوليد الثاني خوفا على حكمه. ولبث في الخلافة سبعين يومًا، وانتهى حكمه عندما تولى مروان بن محمد امر دمشق وسيطر على الدولة فتنازل له إبراهيم عن الخلافة واختفى ، ثم ظهر بعد أن أمنه مروان.

قُتل مع من قتل من بني أمية حين سقطت دولتهم على يد العباسيين ، وقيل غرق في نهر الزاب .

 

14/ مروان بن محمَّد ( 127 هـ / 745م )

 

 

كان مروان بن محمد خليفة قوياً وقائداً عسكرياً ذا خبرة عالية وخاضَ حروباً طويلة مع البيزنطيين ، إلا أن انهماكه  في إخماد الثورات والفتن شغله عن الاهتمام بما كان يجري في المشرق خاصة في خراسان التي كانت مركزًا للدعوة العباسية ، وقد انتشرت في المنطقة انتشارًا واسعًا واستقامت الأمور فيها لبني العباس مما أدَّى إلى اقتناع الدعاة العباسيين بأن الوقت قد حان للجهر بها. وفعلاً حصل هؤلاء الدعاة على موافقة إبراهيم الإمام -الذي كان يعيش في الحميمة- على الجهر بالدعوة والخروج على الأمويين ، وقد تولى أبو مسلم الخراساني الذي أضحى رئيسًا للدعوة في خراسان أخذ البيعة تحت شعارالبيعة إلى الرضا من آل محمد.


أدرك نصر بن يسار، عامل مروان على خراسان ما يشكله أبو مسلم من خطر على الخلافة الأموية فبعث برسالة عاجلة إلى دمشق يشرح فيها حالة الفوضى التي سادت خراسان وخطر أبي مسلم الذي كان يتزايد يومًا بعد يوم، ويطلب مددًا من الخليفة.

ويبدو أن مروان كان عاجزًا آنذاك عن إجابة طلب واليه ولم يستطع أن يفعل شيئًا سوى أن يمنِّيه بالوعود ويزوده بالنصائح مما أتاح لأبي مسلم السيطرة التامة على خراسان ، ولم يتمكن نصر من الصمود أمامه؛ فتقهقر إلى نيسابور ومعه أنصاره من العرب الذين هربوا من خراسان.

ثم أن انتقلت القيادة العباسية العليا في العراق إلى قحطبة بن شبيب الطائي  الذي سارع إلى الاصطدام بقوات نصر، وتغلب عليه، وأجبر نصرًا على ترك نيسابور حيث قصد الري، وفيها واتته الإمدادات التي بعثت بها الخلافة بعد أن أدركت خطورة الوضع وضرورة مساندة صمود نصر، فابتدأت بذلك جولة أخرى من الاصطدامات كان النصر فيها حليف القوات العباسية ، ومات نصر بن سيار بالري في عام 131هـ، بعد وقعة أصفهان في جو الهزيمة القاتم.

اتجه قحطبة نحو العراق ليصطدم بالقوات الأموية بقيادة ابن هبيرة - والي مروان على العراق - وتغلب عليه وهَمَّ بدخول الكوفة إلا أنه غرق وهو يعبر نهر الفرات ، ودخلت القوات العباسية المدينة بقيادة حميد بن قحطبة في شهر ربيع الأول عام 132هـ، وسَّلم الأمر إلى أبي سلمة الخلال الذي أضحى وزير آل محمد وبُويع في الكوفة لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بأبي العباس، وقد كان أخوه إبراهيم الإمام قد عهد إليه بأمر الدعوة عندما قضى عليه مروان الثاني آنذاك بعدما كشف أمره ليصبح أول خليفة عباسي.

 في شهر جمُادَى الآخرة عام 132هـ دارت رحى معركة الزاب الكبير التي استمرت أحدَ عشرَ يومًا وانتهت بهزيمة مروان بن محمد الذي انسحب بعد المعركة باتجاه الموصل ، لكن المدينة أغلقت أبوابها في وجهه مما دفعه إلى الانسحاب نحو حران مقره السابق، إلا أن الجيش العباسي ظل يطارده فانسحب إلى حِمْص فدمشق فالأردن ثم فلسطين، وكانت المدن في هذه البلاد تفتح أبوابها للجيش العباسي باستثناء مدينة دمشق التي دخلها العباسيون عنوة.
 

وهنا أُسِدَل الستار على حياة أسرة حكمت دولة الإسلام ما يقرب من قرن من الزمان، حققت خلاله لأمتنا الإسلامية ما لا يمكن حصره من منجزات وعطاءات في مختلف الميادين.

 

أخذ العباسيون بعدَ قيام دولتهم بمُلاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فقد فرَّ الكثير منهم بعيداً محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء عبد الرحمن الداخل، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها وتأسيس ولاية أموية في قرطبة سنة 138 هـ /755 م. وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة فأسسوا الدولة الأموية في الأندلس وظلُّوا يحكمونوها زهاء ثلاثة قرون ، غير أن مصيرها في النهاية كان السُّقوط سنة 422 هـ بعد أن تفككت الأندلس إلى إمارات صغيرة مستقلة.